الكِتَابُ الثّاني: القرض (الدَّيْن)

900 - (خ) عَنْ سَلَمَةَ بْنِ الأَكْوَعِ رضي الله عنه قالَ: كُنَّا جُلُوساً عِنْدَ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلّم إِذْ أُتِيَ بِجَنَازَةٍ، فَقَالُوا: صَلِّ عَلَيْهَا، فَقَالَ: (هَلْ عَلَيْهِ دَيْنٌ) ؟ قَالُوا: لاَ، قالَ: (فَهَلْ تَرَكَ شَيْئاً) ؟ قالُوا: لاَ، فَصَلَّى عَلَيْهِ. ثُمَّ أُتِيَ بِجَنَازَةٍ أُخْرَى، فَقَالوا: يَا رَسُولَ اللهِ، صَلِّ عَلَيْهَا، قالَ: (هَلْ عَلَيْهِ دَيْنٌ) ؟ قِيلَ: نَعَمْ، قالَ: (فَهَلْ تَرَكَ شَيْئاً) ؟ قالُوا: ثَلاَثَةَ دَنَانِيرَ، فَصَلَّى عَلَيْهَا. ثُمَّ أُتِيَ بِالثَّالِثَةِ، فَقَالُوا: صَلِّ عَلَيْهَا، قالَ: (هَلْ تَرَكَ شَيْئاً) ؟ قالُوا: لاَ، قالَ: (فَهَلْ عَلَيْهِ دَيْنٌ) ؟ قالُوا: ثَلاَثَةُ دَنَانِيرَ، قالَ: (صَلُّوا عَلَى صَاحِبِكُمْ).
قالَ أَبُو قَتَادَةَ: صَلِّ عَلَيْهِ يَا رَسُولَ اللهِ وَعلَيَّ دَيْنُهُ، فَصَلَّى عَلَيْهِ.

906 - عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: جَاءَ أَعْرَابِيٌّ إِلَى النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلّم يَتَقَاضَاهُ دَيْناً كَانَ عَلَيْهِ، فَاشْتَدَّ عَلَيْهِ حَتَّى قَالَ لَهُ: أُحَرِّجُ عَلَيْكَ إِلاَّ قَضَيْتَنِي، فَانْتَهَرَهُ أَصْحَابُهُ، وَقَالُوا: وَيْحَكَ! تَدْرِي مَنْ تُكَلِّمُ؟ قَالَ: إِنِّي أَطْلُبُ حَقِّي، فَقَالَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلّم: (هَلاَّ مَعَ صَاحِبِ الْحَقِّ كُنْتُمْ) ؟ ثُمَّ أَرْسَلَ إِلَى خَوْلَةَ بِنْتِ قَيْسٍ، فَقَالَ لَهَا: (إِنْ كَانَ عِنْدَكِ تَمْرٌ، فَأَقْرِضِينَا، حَتَّى يَأْتِيَنَا تَمْرُنَا، فَنَقْضِيَكِ)، فَقَالَتْ: نَعَمْ، بِأَبِي أَنْتَ يَا رَسُولَ اللهِ! قَالَ: فَأَقْرَضَتْهُ، فَقَضَى الْأَعْرَابِيَّ وَأَطْعَمَهُ، فَقَالَ: أَوْفَيْتَ، أَوْفَى اللهُ لَكَ، فَقَالَ: (أُولَئِكَ خِيَارُ النَّاسِ، إِنَّهُ لاَ قُدِّسَتْ أُمَّةٌ لاَ يَأْخُذُ الضَّعِيفُ فِيهَا حَقَّهُ غَيْرَ مُتَعْتَعٍ [1] ).