الفصل الخامس: التيمم

996 - (ق) عَنْ عَائِشَةَ ـ زَوْجِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلّم ـ قَالَتْ: خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ الله صلّى الله عليه وسلّم فِي بَعْضِ أَسْفَارِهِ، حَتَّى إِذَا كُنّا بِالبَيْدَاءِ ـ أَوْ بِذَاتِ الجَيْشِ ـ انْقَطَعَ عِقْدٌ لِي، فَأَقَامَ رَسُولُ الله صلّى الله عليه وسلّم عَلَى التِمَاسِهِ، وَأَقَامَ النَّاسُ مَعَهُ، وَلَيْسُوا عَلَى مَاءٍ. فَأَتَى النَّاسُ إِلَى أَبـي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ، فَقَالُوا: أَلاَ تَرَى مَا صَنَعَتْ عائشَةُ؟ أَقَامَتْ بِرَسُولِ الله صلّى الله عليه وسلّم وَالنَّاسِ، وَلَيْسُوا عَلَى مَاءٍ، وَلَيْسَ مَعَهُمْ مَاءٌ! فَجَاءَ أَبُو بَكْرٍ، وَرَسُولُ الله صلّى الله عليه وسلّم وَاضِعٌ رَأْسَهُ عَلَى فَخِذِي قَدْ نَامَ، فَقَالَ: حَبَسْتِ رَسُولَ الله صلّى الله عليه وسلّم وَالنَّاسَ، وَلَيْسُوا عَلَى مَاءٍ، وَلَيْسَ مَعَهُمْ مَاءٌ! فَقَالَتْ عَائِشَةُ: فَعَاتَبَنِي أَبُو بَكْرٍ، وَقَالَ مَا شَاءَ الله أَنْ يَقُولَ، وَجَعَلَ يَطْعُنُنِي بِيَدِهِ فِي خَاصِرَتِي، فَلاَ يَمْنَعُنِي مِنَ التَّحَرُّكِ؛ إِلاَّ مَكَانُ رَسُولِ الله صلّى الله عليه وسلّم عَلَى فَخِذِي، فَقَامَ رَسُولُ الله صلّى الله عليه وسلّم حِينَ أَصْبَحَ عَلَى غيرِ مَاءٍ، فَأَنْزَلَ الله آيَةَ التَّيَمُّمِ؛ فَتَيَمَّمُوا. فَقَالَ: أُسَيْدُ بْنُ الحُضَيْرِ: مَا هِيَ بِأَوَّلِ بَرَكَتِكُمْ يَا آلَ أَبي بَكْرٍ! قَالَتْ: فَبَعَثْنَا البَعِيرَ الَّذِي كُنْتُ عَلَيْهِ، فَأَصَبْنَا العِقْدَ تَحْتَهُ.