المقصِدُ الرّابعُ: أَحْكَامُ الأُسْرَة

قال تعالى: {فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ *}. [النساء:3] وقال تعالى: {وَأَنْكِحُوا الأَيَامَى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ *}. [النور:32]

2332 - (ق) عَنْ أَنَسِ بْنِ مالِكٍ رضي الله عنه قَالَ: جَاءَ ثَلاَثَةُ رَهْطٍ إلَى بُيُوتِ أَزْوَاجِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلّم، يَسْأَلُونَ عَنْ عِبَادَةِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلّم، فَلَمَّا أُخْبِرُوا كَأَنَّهُمْ تَقَالُّوهَا، فَقَالُوا: وَأَيْنَ نَحْنُ مِنَ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلّم؟ قَدْ غَفَرَ الله لَهُ ما تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ وَمَا تَأَخَّرَ. قالَ أَحَدُهُمْ: أَمَّا أَنَا فَإنِّي أُصَلِّي اللَّيْلَ أَبَداً، وَقَالَ آخَرُ: أَنَا أَصُومُ الدَّهْرَ وَلاَ أُفْطِرُ، وَقَالَ آخرُ: أَنَا أَعْتَزِلُ النِّسَاءَ فَلاَ أَتَزَوَّجُ أَبَداً. فَجَاءَ رَسُولُ الله صلّى الله عليه وسلّم فَقَالَ: (أَنْتُمُ الَّذِينَ قُلْتُمْ كَذَا وَكَذَا؟ أَمَا والله، إنِّي لأَخْشَاكُمْ للهِ، وَأَتْقَاكُمْ لَهُ، لكِنِّي أَصُومُ وَأُفْطِرُ، وَأُصَلِّي وَأَرْقُدُ، وَأَتَزَوَّجُ النِّسَاءَ، فَمَنْ رَغِبَ عَنْ سُنَّتِي فَلَيْسَ مِنِّي) .

Ayon kay Anas bin Mālik, malugod si Allāh sa kanya, may isang pangkat ng mga Kasamahan ng Propeta, pagpalain siya ni Allāh at pangalagaan, na nagtanong sa mga maybahay ng Propeta, pagpalain siya ni Allāh at pangalagaan, tungkol sa gawain niya sa lihim [na kalagayan]. Nagsabi ang iba sa kanila: "Hindi ako makikipagtalik sa mga babae." Nagsabi ang ilan sa kanila: "Hindi ako kakain ng karne." Nagsabi ang iba pa sa kanila: "Hindi ako matutulog sa higaan." Nakaabot iyon sa Propeta, pagpalain siya ni Allāh at pangalagaan kaya pumuri siya kay Allāh, nagbunyi, at nagsabi: "Ano ang isip ng mga taong nagsasabi ng ganito? Subalit ako ay nagdarasal, natutulog, nag-aayuno, tumitigil sa pag-aayuno, at nakikipagtalik sa mga babae. Ang sinumang umayaw sa sunnah ko ay hindi kabilang sa akin."

2333 - (ق) عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ قال: كنَّا مَعَ النبيِّ صلّى الله عليه وسلّم شَبَاباً لا نَجِدُ شَيئاً، فَقَالَ لَنَا رَسُولُ الله صلّى الله عليه وسلّم: (يَا مَعْشَرَ الشَّبَاب، مَنِ اسْتَطَاعَ الْبَاءَةَ [1] فَلْيَتَزَوَّجْ، فَإنَّهُ أَغَضُّ لِلْبَصَرِ، وَأَحْصَنُ لِلْفَرَجِ، وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَعَلَيْهِ بِالصَّوْمِ، فَإنَّهُ لَهُ وِجاءٌ [2] ) .

Ayon kay `Abdullāh bin Mas`ūd, malugod si Allāh sa kanya: "O pulutong ng mga kabataan, ang sinumang makakakaya sa inyong magpamilya ay mag-asawa sapagkat tunay na ito ay higit na pumipigil sa [bawal na] tingin at higit na nangangalaga laban sa pangangalunya. Ang sinumang hindi makakakaya, kailangan sa kanya ang pag-aayuno sapagkat tunay na ito ay may pampigil."

[خ5066 (1905)/ م1400]

2335 - (ق) عَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ قَالَ: رَدَّ رَسُولُ الله صلّى الله عليه وسلّم عَلَى عُثْمَانَ بْنِ مَظْعُونٍ التَّبَتُّلَ [1] ، وَلَوْ أَذِنَ لَهُ لاخْتَصَيْنَا [2] .

Ayon kay Sa`d bin Abī Waqqāṣ, malugod si Allāh sa kanya, na nagsabi: "Tinutulan ng Sugo ni Allāh, pagpalain siya ni Allāh at pangalagaan, kay `Uthmān bin Mađ`ūn ang pag-ayaw sa pakikipagtalik. Kung sakaling nagpahintulot siya roon, talagang nagpakapon sana kami."

2336 - (خ) عَنْ عَائِشَةَ ـ زَوْج النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلّم ـ: أَنَّ النِّكَاحَ فِي الجَاهِليَّةِ كَانَ على أَرْبَعَةِ أَنْحَاءٍ:
فَنِكَاحٌ مِنْهَا نِكَاحُ النَّاسِ الْيَوْمَ: يَخْطُبُ الرَّجُلُ إلَى الرَّجُلِ وَلِيَّتَهُ أَوِ ابْنَتَهُ، فَيُصْدِقُهَا، ثُمَّ يَنْكِحُهَا.
وَنِكَاحٌ آخَرُ: كانَ الرَّجُلُ يَقُولُ لامْرَأَتِهِ إذَا طَهُرَتْ مِنْ طَمْثِهَا
[1] : أَرْسِلِي إلَى فُلاَنٍ فَاسْتَبْضِعِي [2] مِنْهُ، وَيَعْتَزِلُهَا زَوْجُهَا وَلاَ يَمَسُّهَا أَبَداً، حَتَّى يَتَبَيَّنَ حَمْلُهَا مِنْ ذَلِكَ الرَّجُلِ الَّذِي تَسْتَبْضِعُ مِنْهُ، فَإذَا تَبَيَّنَ حَمْلُهَا أَصَابَهَا زَوْجُهَا إذَا أَحَبَّ، وَإنَّمَا يَفْعَلُ ذلِكَ رَغْبَةً في نَجَابَةِ الْوَلَدِ، فَكَانَ هذَا النِّكَاحُ نِكَاحَ الاسْتِبْضَاعِ.
وَنِكَاحٌ آخَرُ: يَجْتَمِعُ الرَّهْطُ ما دُونَ الْعَشْرَةِ، فَيَدْخُلُونَ عَلَى المَرْأَةِ، كُلُّهُمْ يُصِيبُهَا، فَإذَا حَمَلَتْ وَوَضَعَتْ، وَمَرَّ عَلَيْهَا لَيَالٍ بَعْدَ أَنْ تَضَعَ حَمْلَهَا، أَرْسَلَتْ إلَيْهِمْ، فَلَمْ يَسْتَطِعْ رَجُلٌ مِنْهُمْ أَنْ يَمْتَنِعَ، حَتَّى يَجْتَمِعُوا عِنْدَهَا، تَقُولُ لَهُمْ: قَدْ عَرَفْتُمُ الَّذِي كانَ مِنْ أَمْرِكُمْ وَقَدْ وَلَدْتُ، فَهُوَ ابْنُكَ يَا فَلاَنُ، تُسَمِّي مَنْ أحَبَّتْ بِاسْمِهِ فَيَلْحَقُ بِهِ وَلَدُهَا، لاَ يَسْتَطِيعُ أَنْ يَمْتَنِعَ مِنْهُ الرَّجُلُ.
وَنِكَاحُ الرَّابِعِ: يَجْتَمِعُ النَّاسُ الْكَثِيرُ، فَيَدْخُلُونَ عَلَى المَرْأَةِ، لاَ تَمْتَنِعُ مِمَّنْ جاءَهَا، وَهُنَّ الْبَغَايَا، كُنَّ يَنْصِبْنَ عَلَى أَبْوَابِهِنَّ رَايَاتٍ تَكُونُ عَلَماً، فَمَنْ أَرَادَهُنَّ دَخَلَ عَلَيْهِنَّ، فَإذَا حَمَلَتْ إحْدَاهُنَّ وَوَضَعَتْ حَمْلَهَا جُمِعُوا لَهَا، وَدَعَوْا لَهُمُ القَافَةَ
[3]
، ثُمَّ أَلْحَقُوا وَلَدَهَا بِالَّذِي يَرَوْنَ، فَالْتَاطَ بِهِ [4] ، وَدُعِيَ ابْنَهُ، لاَ يَمْتَنِعُ مِنْ ذلِكَ.
فَلَمَّا بُعِثَ مُحَمَّدٌ صلّى الله عليه وسلّم بِالْحَقِّ، هَدَمَ نِكَاحَ الجاهِلِيَّةِ كُلَّهُ؛ إلاَّ نِكَاحَ النَّاسِ الْيَوْمَ.