الكِتَابُ الثّاني: الأذان ومواقيت الصلاة

3469 - (د ت جه مي) عَنْ عَبْدِ الله بْنِ زَيْدٍ قَالَ: لَمَّا أَمَرَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم بِالنَّاقُوسِ يُعْمَلُ لِيُضْرَبَ بِهِ لِلنَّاسِ لِجَمْعِ الصَّلاَةِ، طَافَ بِي وَأَنَا نَائِمٌ، رَجُلٌ يَحْمِلُ نَاقُوساً فِي يَدِهِ، فَقُلْتُ: يَا عَبْدَ الله! أَتَبِيعُ النَّاقُوسَ؟ قَالَ: وَمَا تَصْنَعُ بِهِ؟ فَقُلْتُ: نَدْعُو بِهِ إِلَىٰ الصَّلاَةِ، قَالَ: أَفَلاَ أَدُلُّكَ عَلَىٰ مَا هُوَ خَيْرٌ مِنْ ذَلِكَ؟ فَقُلْتُ لَهُ: بَلَىٰ، قَالَ: فقالَ تَقُولُ: الله أَكْبَرُ، الله أَكْبَرُ، الله أَكْبَرُ، الله أَكْبَرُ. أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ الله، أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ الله. أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً رَسُولُ الله، أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً رَسُولُ الله. حَيَّ عَلَىٰ الصَّلاَةِ، حَيَّ عَلَىٰ الصَّلاَةِ. حَيَّ عَلَىٰ الفَلاَحِ، حَيَّ عَلَىٰ الفَلاَحِ. الله أَكْبَرُ، الله أَكْبَرُ، لاَ إِلَهَ إِلاَّ الله. قَالَ: ثُمَّ اسْتَأْخَرَ عَنِّي غَيْرَ بَعِيدٍ، ثُمَّ قَالَ: وَتَقُولُ إِذَا أَقَمْتَ الصَّلاَةَ: الله أَكْبَرُ، الله أَكْبَرُ، أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ الله، أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً رَسُولُ الله، حَيَّ عَلَىٰ الصَّـلاَةِ، حَيَّ عَلَىٰ الفَـلاَحِ، قَدْ قَامَتِ الصَّلاَةُ، قَدْ قَامَتِ الصَّلاَةُ، الله أَكْبَرُ، الله أَكْبَرُ، لاَ إِلَهَ إِلاَّ الله.
فَلَمَّا أَصْبَحْتُ أَتَيْتُ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم فَأَخْبَرْتُهُ بِمَا رَأَيْتُ فَقَالَ: (إِنَّهَا لَرُؤْيَا حَقٌّ إِنْ شَاءَ الله، فَقُمْ مَعَ بِلاَلٍ، فَألقِ عَلَيْهِ مَا رَأَيْتَ فَلْيُؤَذِّنْ بِهِ، فَإِنَّهُ أَنْدَىٰ صَوْتاً مِنْكَ)، فَقُمْتُ مَعَ بِلاَلٍ، فَجَعَلْتُ ألقِيهِ عَلَيْهِ وَيُؤَذِّنُ بِهِ، قَالَ: فَسَمِعَ ذَلِكَ عُمَرُ بْنُ الخَطَّابِ، وَهُوَ فِي بَيْتِهِ، فَخَرَجَ يَجُرُّ رِدَاءَهُ وَيَقُولُ: وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالحَقِّ يَا رَسُولَ الله! لَقَدْ رَأَيْتُ مِثْلَ مَا رَأَىٰ، فَقَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: (فَلِلَّهِ الحَمْدُ).

3470 - (د) عَنْ أَبِي عُمَيْرِ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ عُمُومَةٍ لَهُ مِنَ الأَنْصَارِ، قَالَ: اهْتَمَّ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم لِلصَّلاَةِ، كَيْفَ يَجْمَعُ النَّاسَ لَهَا، فَقِيلَ لَهُ: انْصِبْ رَايَةً عِنْدَ حُضُورِ الصَّلاَةِ، فَإِذَا رَأَوْهَا آذَنَ بَعْضُهُمْ بَعْضاً، فَلَمْ يُعْجِبْهُ ذَلِكَ، قَالَ فَذُكِرَ لَهُ القُنْعُ - يَعْنِي: الشَّبُّورَ [1] . وَقَالَ زِيَادٌ: شَبُّورُ اليَهُودِ - فَلَمْ يُعْجِبْهُ ذَلِكَ، وَقَالَ: (هُوَ مِنْ أَمْرِ اليَهُودِ)، قَالَ: فَذُكِرَ لَهُ النَّاقُوسُ، فَقَالَ: (هُوَ مِنْ أَمْرِ النَّصَارَىٰ).
فَانْصَرَفَ عَبْدُ الله بْنُ زَيْدِ بْنِ عَبْدِ رَبِّهِ، وَهُوَ مُهْتَمٌّ لِهَمِّ رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم، فَأُرِيَ الأَذَانَ فِي مَنَامِهِ، قَالَ: فَغَدَا عَلَىٰ رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم فَأَخْبَرَهُ، فَقَالَ لَهُ: يَا رَسُولَ الله! إِنِّي لَبَيْنَ نَائِمٍ وَيَقْظَانَ، إِذْ أَتَانِي آتٍ فَأَرَانِي الأَذَانَ، قَالَ: وَكَانَ عُمَرُ بْنُ الخَطَّابِ رضي الله عنه قَدْ رَآهُ قَبْلَ ذَلِكَ فَكَتَمَهُ عِشْرِينَ يَوْماً، قَالَ: ثُمَّ أَخْبَرَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ لَهُ: (مَا مَنَعَكَ أَنْ تُخْبِرَنِي)؟ فَقَالَ: سَبَقَنِي عَبْدُ الله بْنُ زَيْدٍ فَاسْتَحْيَيْتُ، فَقَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: (يَا بِلاَلُ! قُمْ فَانْظُرْ مَا يَأْمُرُكَ بِهِ عَبْدُ الله بْنُ زَيْدٍ، فَافْعَلْهُ)، قَالَ: فَأَذَّنَ بِلاَلٌ.
قَالَ أَبُو بِشْرٍ: فَأَخْبَرَنِي أَبُو عُمَيْرٍ: أَنَّ الأَنْصَارَ تَزْعُمُ أَنَّ عَبْدَ الله بْنَ زَيْدٍ لَوْلاَ أَنَّهُ كَانَ يَوْمَئِذٍ مَرِيضاً لَجَعَلَهُ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم مُؤَذِّناً.

3471 - (د) عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَىٰ قَالَ: أُحِيلَتِ الصَّلاَةُ ثَلاَثَةَ أَحْوَالٍ، قَالَ: وَحَدَّثَنَا أَصْحَابُنَا أَنَّ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم قَالَ: (لَقَدْ أَعْجَبَنِي أَنْ تَكُونَ صَلاَةُ المُسْلِمِينَ - أَوْ قَالَ: المُؤْمِنِينَ - وَاحِدَةً، حَتَّىٰ لَقَدْ هَمَمْتُ أَنْ أَبُثَّ رِجَالاً فِي الدُّورِ يُنَادُونَ النَّاسَ بِحِينِ الصَّلاَةِ، وَحَتَّىٰ هَمَمْتُ أَنْ آمُرَ رِجَالاً يَقُومُونَ عَلَىٰ الآطَامِ [1] ، يُنَادُونَ المُسْلِمِينَ بِحِينِ الصَّلاَةِ، حَتَّىٰ نَقَسُوا [2] أَوْ كَادُوا أَنْ يَنْقُسُوا) .
قَالَ: فَجَاءَ رَجُلٌ مِنَ الأَنْصَارِ فَقَالَ: يَا رَسُولَ الله! إِنِّي لَمَّا رَجَعْتُ - لِمَا رَأَيْتُ مِنِ اهْتِمَامِكَ - رَأَيْتُ رَجُلاً كَأَنَّ عَلَيْهِ ثَوْبَيْنِ أَخْضَرَيْنِ، فَقَامَ عَلَىٰ المَسْجِدِ فَأَذَّنَ، ثُمَّ قَعَدَ قَعْدَةً، ثُمَّ قَامَ فَقَالَ مِثْلَهَا، إِلاَّ أَنَّهُ يَقُولُ: قَدْ قَامَتِ الصَّلاَةُ، وَلَوْلاَ أَنْ يَقُولَ النَّاسُ
[3]
- قَالَ ابْنُ المُثَنَّىٰ: أَنْ تَقُولُوا - لَقُلْتُ: إِنِّي كُنْتُ يَقْظَانَاً غَيْرَ نَائِمٍ.
فَقَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: (لَقَدْ أَرَاكَ الله عز وجل خَيْراً؛ فَمُرْ بِلاَلاً فَلْيُؤَذِّنْ). فَقَالَ عُمَرُ: أَمَا إِنِّي قَدْ رَأَيْتُ مِثْلَ الَّذِي رَأَىٰ، وَلَكِنِّي لَمَّا سُبِقْتُ اسْتَحْيَيْتُ.
قَالَ: وَحَدَّثَنَا أَصْحَابُنَا، قَالَ: وَكَانَ الرَّجُلُ إِذَا جَاءَ يَسْأَلُ، فَيُخْبَرُ بِمَا سُبِقَ مِنْ صَلاَتِهِ، وَإِنَّهُمْ قَامُوا مَعَ رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم، مِنْ بَيْنِ قَائِمٍ وَرَاكِعٍ، وَقَاعِدٍ وَمُصَلٍّ مَعَ رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم ... فَجَاءَ مُعَاذٌ فَأَشَارُوا إِلَيْهِ، فَقَالَ مُعَاذٌ: لاَ أَرَاهُ عَلَىٰ حَالٍ إِلاَّ كُنْتُ عَلَيْهَا. قَالَ: فَقَالَ: (إِنَّ مُعَاذاً قَدْ سَنَّ لَكُمْ سُنَّةً، كَذَلِكَ فَافْعَلُوا).
قَالَ: وحَدَّثَنَا أَصْحَابُنَا أَنَّ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم لَمَّا قَدِمَ المَدِينَةَ، أَمَرَهُمْ بِصِيَامِ ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ، ثُمَّ أُنْزِلَ رَمَضَانُ، وَكَانُوا قَوْماً لَمْ يَتَعَوَّدُوا الصِّيَامَ، وَكَانَ الصِّيَامُ عَلَيْهِمْ شَدِيداً، فَكَانَ مَنْ لَمْ يَصُمْ أَطْعَمَ مِسْكِيناً، فَنَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ: {فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ} [البقرة:185]، فَكَانَتِ الرُّخْصَةُ لِلْمَرِيضِ وَالمُسَافِرِ، فَأُمِرُوا بِالصِّيَامِ.
قَالَ: وحَدَّثَنَا أَصْحَابُنَا قَالَ: وَكَانَ الرَّجُلُ إِذَا أَفْطَرَ فَنَامَ قَبْلَ أَنْ يَأْكُلَ، لَمْ يَأْكُلْ حَتَّىٰ يُصْبِحَ، قَالَ: فَجَاءَ عُمَرُ بْنُ الخَطَّابِ، فَأَرَادَ امْرَأَتَهُ فَقَالَتْ: إِنِّي قَدْ نِمْتُ، فَظَنَّ أَنَّهَا تَعْتَلُّ؛ فَأَتَاهَا، فَجَاءَ رَجُلٌ مِنَ الأَنْصَارِ فَأَرَادَ الطَّعَامَ فَقَالُوا: حَتَّىٰ نُسَخِّنَ لَكَ شَيْئاً؛ فَنَامَ، فَلَمَّا أَصْبَحُوا أُنْزِلَتْ عَلَيْهِ هَذِهِ الآيَةُ: {أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُمْ} [البقرة:187].

3472 - (د) عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَىٰ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ قَالَ: أُحِيلَتِ الصَّلاَةُ ثَلاَثَةَ أَحْوَالٍ، وَأُحِيلَ الصِّيَامُ ثَلاَثَةَ أَحْوَالٍ - وَسَاقَ نَصْرٌ الحَدِيثَ بِطُولِهِ، وَاقْتَصَّ ابْنُ المُثَنَّىٰ مِنْهُ قِصَّةَ صَلاَتِهِمْ نَحْوَ بَيْتِ المَقْدِسِ قَطْ -.
قالَ: الحَالُ الثَّالِثُ: أَنَّ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم قَدِمَ المَدِينَةَ فَصَلَّىٰ - يَعْنِي: نَحْوَ بَيْتِ المَقْدِسِ - ثَلاَثَةَ عَشَرَ شَهْراً، فَأَنْزَلَ الله تَعَالَىٰ هَذِهِ الآيَةَ: {قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ} [البقرة:144]، فَوَجَّهَهُ الله تَعَالَىٰ إِلَىٰ الكَعْبَةِ.
وَتَمَّ حَدِيثُهُ، وَسَمَّىٰ نَصْرٌ صَاحِبَ الرُّؤْيَا قَالَ: فَجَاءَ عَبْدُ الله بْنُ زَيْدٍ، رَجُلٌ مِنَ الأَنْصَارِ، وَقَالَ فِيهِ: فَاسْتَقْبَلَ القِبْلَةَ، قَالَ: الله أَكْبَرُ، الله أَكْبَرُ. أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ الله، أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ الله. أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً رَسُولُ الله، أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً رَسُولُ الله. حَيَّ عَلَىٰ الصَّلاَةِ، مَرَّتَيْنِ، حَيَّ عَلَىٰ الفَلاَحِ، مَرَّتَيْنِ، الله أَكْبَرُ، الله أَكْبَرُ. لاَ إِلَهَ إِلاَّ الله، ثُمَّ أَمْهَلَ هُنَيَّةً، ثُمَّ قَامَ فَقَالَ مِثْلَهَا، إِلاَّ أَنَّهُ قَالَ زَادَ بَعْدَ مَا قَالَ: «حَيَّ عَلَىٰ الفَلاَحِ»: قَدْ قَامَتِ الصَّلاَةُ، قَدْ قَامَتِ الصَّلاَةُ، قَالَ: فَقَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: (لَقِّنْهَا بِلاَلاً)، فَأَذَّنَ بِهَا بِلاَلٌ.
وقَالَ فِي الصَّوْمِ: قَالَ: فَإِنَّ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم كَانَ يَصُومُ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ، وَيَصُومُ يَوْمَ عَاشُورَاءَ، فَأَنْزَلَ الله تَعَالَىٰ: {كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ}، إِلَىٰ قَوْلِهِ: {طَعَامُ مِسْكِينٍ} [البقرة:183، 184]، فكان من شَاءَ أَنْ يَصُومَ صَامَ، وَمَنْ شَاءَ أَنْ يُفْطِرَ وَيُطْعِمَ كُلَّ يَوْمٍ مِسْكِيناً أَجْزَأَهُ ذَلِكَ. وَهَذَا حَوْلٌ، فَأَنْزَلَ الله تَعَالَىٰ: {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ}، إِلَىٰ {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدىً لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ *} [البقرة:185]، فَثَبَتَ الصِّيَامُ عَلَىٰ مَنْ شَهِدَ الشَّهْرَ، وَعَلَىٰ المُسَافِرِ أَنْ يَقْضِيَ، وَثَبَتَ الطَّعَامُ لِلشَّيْخِ الكَبِيرِ وَالعَجُوزِ اللَّذَيْنِ لاَ يَسْتَطِيعَانِ الصَّوْمَ، وَجَاءَ صِرْمَةُ وَقَدْ عَمِلَ يَوْمَهُ... وَسَاقَ الحَدِيثَ.

[د507]

˜ صحيح بتربيع التكبير في أوله.

3473 - (جه) عَنِ ابْنِ عُمَرَ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم اسْتَشَارَ النَّاسَ لِمَا يُهِمُّهُمْ [1] إِلَىٰ الصَّلاَةِ، فَذَكَرُوا البُوقَ، فَكَرِهَهُ مِنْ أَجْلِ اليَهُودِ، ثُمَّ ذَكَرُوا النَّاقُوسَ، فَكَرِهَهُ مِنْ أَجْلِ النَّصَارَىٰ، فَأُرِيَ النِّدَاءَ تِلْكَ اللَّيْلَةَ رَجُلٌ مِنَ الأَنْصَارِ، يُقَالُ لَهُ: عَبْدُ الله بْنُ زَيْدٍ، وَعُمَرُ بْنُ الخَطَّابِ، فَطَرَقَ الأَنْصَارِيُّ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم لَيْلاً، فَأَمَرَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم بِلاَلاً بِهِ فَأَذَّنَ.
قَالَ الزُّهْرِيُّ: وَزَادَ بِلاَلٌ فِي نِدَاءِ صَلاَةِ الغَدَاةِ: الصَّلاَةُ خَيْرٌ مِنَ النَّوْمِ، فَأَقَرَّهَا رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم. قَالَ عُمَرُ: يَا رَسُولَ الله! قَدْ رَأَيْتُ مِثْلَ الَّذِي رَأَىٰ، وَلَكِنَّهُ سَبَقَنِي.

[جه707]

˜ ضعيف، وبعضه في الصحيح.

3475 - (حم) عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ قَالَ: أُحِيلَتِ الصَّلاَةُ ثَلاَثَةَ أَحْوَالٍ، وَأُحِيلَ الصِّيَامُ ثَلاَثَةَ أَحْوَالٍ، فَأَمَّا أَحْوَالُ الصَّلاَةِ، فَإِنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَدِمَ المَدِينَةَ، وَهُوَ يُصَلِّي سَبْعَةَ عَشَرَ شَهْراً إِلَىٰ بَيْتِ المَقْدِسِ، ثُمَّ إِنَّ الله أَنْزَلَ عَلَيْهِ: {قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ} [البقرة:144] قَالَ: فَوَجَّهَهُ الله إِلَىٰ مَكَّةَ، قَالَ: فَهَذَا حَوْلٌ.
قَالَ: وَكَانُوا يَجْتَمِعُونَ لِلصَّلاَةِ، وَيُؤْذِنُ بِهَا بَعْضُهُمْ بَعْضاً حَتَّىٰ نَقَسُوا أَوْ كَادُوا يَنْقُسُونَ
[1] قَالَ: ثُمَّ إِنَّ رَجُلاً مِنَ الأَنْصَارِ يُقَالُ لَهُ عَبْدُ الله بْنُ زَيْدٍ، أَتَىٰ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: يَا رَسُولَ الله! إِنِّي رَأَيْتُ فِيمَا يَرَىٰ النَّائِمُ، وَلَوْ قُلْتُ: إِنِّي لَمْ أَكُنْ نَائِماً لَصَدَقْتُ، إِنِّي بَيْنَا أَنَا بَيْنَ النَّائِمِ وَاليَقْظَانِ، إِذْ رَأَيْتُ شَخْصاً عَلَيْهِ ثَوْبَانِ أَخْضَرَانِ، فَاسْتَقْبَلَ القِبْلَةَ فَقَالَ: الله أَكْبَرُ الله أَكْبَرُ. أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ الله، أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ الله، مَثْنَىٰ مَثْنَىٰ، حَتَّىٰ فَرَغَ مِنَ الأَذَانِ، ثُمَّ أَمْهَلَ سَاعَةً قَالَ، ثُمَّ قَالَ: مِثْلَ الَّذِي قَالَ، غَيْرَ أَنَّهُ يَزِيدُ فِي ذَلِكَ: قَدْ قَامَتِ الصَّلاَةُ، قَدْ قَامَتِ الصَّلاَةُ، فَقَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: (عَلِّمْهَا بِلاَلاً، فَلْيُؤَذِّنْ بِهَا). فَكَانَ بِلاَلٌ أَوَّلَ مَنْ أَذَّنَ بِهَا. قَالَ: وَجَاءَ عُمَرُ بْنُ الخَطَّابِ فَقَالَ: يَا رَسُولَ الله! إِنَّهُ قَدْ طَافَ بِي مِثْلُ الَّذِي أَطَافَ بِهِ، غَيْرَ أَنَّهُ سَبَقَنِي، فَهَذَانِ حَوْلاَنِ.
قَالَ: وَكَانُوا يَأْتُونَ الصَّلاَةَ وَقَدْ سَبَقَهُمْ بِبَعْضِهَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: فَكَانَ الرَّجُلُ يُشِيرُ إِلَىٰ الرَّجُلِ إِنْ جَاءَ: كَمْ صَلَّىٰ؟ فَيَقُولُ: وَاحِدَةً أَوْ اثْنَتَيْنِ، فَيُصَلِّيهَا، ثُمَّ يَدْخُلُ مَعَ القَوْمِ فِي صَلاَتِهِمْ، قَالَ: فَجَاءَ مُعَاذٌ فَقَالَ: لاَ أَجِدُهُ عَلَىٰ حَالٍ أَبَداً إِلاَّ كُنْتُ عَلَيْهَا، ثُمَّ قَضَيْتُ مَا سَبَقَنِي، قَالَ: فَجَاءَ وَقَدْ سَبَقَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِبَعْضِهَا، قَالَ: فَثَبَتَ مَعَهُ، فَلَمَّا قَضَىٰ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم صَلاَتَهُ، قَامَ فَقَضَىٰ، فَقَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: (إِنَّهُ قَدْ سَنَّ لَكُمْ مُعَاذٌ، فَهَكَذَا فَاصْنَعُوا)، فَهَذِهِ ثَلاَثَةُ أَحْوَالٍ.
وَأَمَّا أَحْوَالُ الصِّيَامِ، فَإِنَّ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم قَدِمَ المَدِينَةَ، فَجَعَلَ يَصُومُ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ - وَقَالَ يَزِيدُ: فَصَامَ تِسْعَةَ عَشَرَ شَهْراً مِنْ رَبِيعِ الأَوَّلِ إِلَىٰ رَمَضَانَ، مِنْ كُلِّ شَهْرٍ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ -، وَصَامَ يَوْمَ عَاشُورَاءَ، ثُمَّ إِنَّ الله عز وجل فَرَضَ عَلَيْهِ الصِّيَامَ، فَأَنْزَلَ الله عز وجل: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ}، إِلَىٰ هَذِهِ الآيَةِ: {وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ} [البقرة:183، 184].
قَالَ: فَكَانَ مَنْ شَاءَ صَامَ، وَمَنْ شَاءَ أَطْعَمَ مِسْكِيناً، فَأَجْزَأَ ذَلِكَ عَنْهُ، قَالَ: ثُمَّ إِنَّ الله عز وجل أَنْزَلَ الآيَةَ الأُخْرَىٰ: {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ}، إِلَىٰ قَوْلِهِ: {فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ} [البقرة:185]، قَالَ: فَأَثْبَتَ الله صِيَامَهُ عَلَىٰ المُقِيمِ الصَّحِيحِ، وَرَخَّصَ فِيهِ لِلْمَرِيضِ وَالمُسَافِرِ، وَثَبَّتَ الإِطْعَامَ لِلْكَبِيرِ الَّذِي لاَ يَسْتَطِيعُ الصِّيَامَ، فَهَذَانِ حَوْلاَنِ.
قَالَ: وَكَانُوا يَأْكُلُونَ وَيَشْرَبُونَ وَيَأْتُونَ النِّسَاءَ مَا لَمْ يَنَامُوا، فَإِذَا نَامُوا امْتَنَعُوا، قَالَ: ثُمَّ إِنَّ رَجُلاً مِنَ الأَنْصَارِ يُقَالُ لَهُ صِرْمَةُ، ظَلَّ يَعْمَلُ صَائِماً حَتَّىٰ أَمْسَىٰ، فَجَاءَ إِلَىٰ أَهْلِهِ فَصَلَّىٰ العِشَاءَ ثُمَّ نَامَ، فَلَمْ يَأْكُلْ وَلَمْ يَشْرَبْ حَتَّىٰ أَصْبَحَ، فَأَصْبَحَ صَائِماً قَالَ: فَرَآهُ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم وَقَدْ جَهَدَ جَهْداً شَدِيداً، قَالَ: (مَا لِي أَرَاكَ قَدْ جَهَدْتَ جَهْداً شَدِيداً)؟ قَالَ: يَا رَسُولَ الله! إِنِّي عَمِلْتُ أَمْسِ، فَجِئْتُ حِينَ جِئْتُ، فَألقَيْتُ نَفْسِي فَنِمْتُ، وَأَصْبَحْتُ حِينَ أَصْبَحْتُ صَائِماً.
قَالَ: وَكَانَ عُمَرُ قَدْ أَصَابَ مِنَ النِّسَاءِ مِنْ جَارِيَةٍ أَوْ مِنْ حُرَّةٍ بَعْدَ مَا نَامَ، وَأَتَىٰ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَذَكَرَ ذَلِكَ لَهُ، فَأَنْزَلَ الله عز وجل: {أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُمْ}، إِلَىٰ قَوْلِهِ: {ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ} [البقرة:187]. وَقَالَ يَزِيدُ: فَصَامَ تِسْعَةَ عَشَرَ شَهْراً مِنْ رَبِيعِ الأَوَّلِ إِلَىٰ رَمَضَانَ.

[حم22123، 22124]

˜ رجاله ثقات.