2 - باب: كراهة التبتل والخصاء

9105 - ▪ وفي رواية للدارمي: قَالَ: لَمَّا كَانَ مِنْ أَمْرِ عُثْمَانَ بْنِ مَظْعُونٍ الَّذِي كَانَ مِنْ تَرْكِ النِّسَاءِ بَعَثَ إِلَيْهِ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: (يَا عُثْمَانُ! إِنِّي لَمْ أُومَرْ بِالرَّهْبَانِيَّةِ، أَرَغِبْتَ عَنْ سُنَّتِي)؟ قَالَ: لاَ، يَا رَسُولَ اللهِ! قَالَ: (إِنَّ مِنْ سُنَّتِي أَنْ أُصَلِّيَ وَأَنَامَ، وَأَصُومَ وَأَطْعَمَ، وَأَنْكِحَ وَأُطَلِّقَ، فَمَنْ رَغِبَ عَنْ سُنَّتِي فَلَيْسَ مِنِّي. يَا عُثْمَانُ! إِنَّ لِأَهْلِكَ عَلَيْكَ حَقّاً، وَلِنَفْسِكَ عَلَيْكَ حَقّاً).
قَالَ سَعْدٌ: فَوَاللهِ! لَقَدْ كَانَ أَجْمَعَ رِجَالٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ عَلَىٰ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِنْ هُوَ أَقَرَّ عُثْمَانَ عَلَىٰ مَا هُوَ عَلَيْهِ أَنْ نَخْتَصِيَ فَنَتَبَتَّلَ.

9113 - (حم) عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ: دَخَلَ عَلَىٰ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم رَجُلٌ يُقَالُ لَهُ: عَكَّافُ بْنُ بِشْرٍ التَّمِيمِيُّ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: (يَا عَكَّافُ! هَلْ لَكَ مِنْ زَوْجَةٍ)؟ قَالَ: لاَ، قَالَ: (وَلاَ جَارِيَةٍ)؟ قَالَ: وَلاَ جَارِيَةَ. قَالَ: (وَأَنْتَ مُوسِرٌ بِخَيْرٍ)؟ قَالَ: وَأَنَا مُوسِرٌ بِخَيْرٍ. قَالَ: (أَنْتَ إذاً مِنْ إخْوَانِ الشَّيَاطِينِ، وَلَوْ كُنْتَ فِي النَّصَارَىٰ كُنْتَ مِنْ رُهْبَانِهِمْ، إنَّ سُنَّتَنَا النِّكَاحُ، شِرَارُكُمْ عُزَّابُكُمْ، وَأَرَاذِلُ مَوْتَاكُمْ عُزَّابُكُمْ، أَبِالشَّيْطَانِ تَمَرَّسُونَ؟ مَا لِلشَّيْطَانِ مِنْ سِلاَحٍ أَبْلَغُ فِي الصَّالِحِينَ مِنَ النِّسَاءِ، إلاَّ الْمُتَزَوِّجُونَ، أُولَئِكَ الْمُطَهَّرُونَ الْمُبَرَّؤُونَ مِنَ الْخَنَا. وَيْحَكَ يَا عَكَّافُ! إنَّهُنَّ صَوَاحِبُ أَيُّوبَ وَدَاوُدَ وَيُوسُفَ وَكُرْسُفَ).
فَقَالَ لَهُ بِشْرُ بْنُ عَطِيَّةَ: وَمَنْ كُرْسُفُ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: (رَجُلٌ كَانَ يَعْبُدُ اللهَ بِسَاحِلٍ مِنْ سَوَاحِلِ الْبَحْرِ ثَلاَثَ مِئَةِ عَامٍ يَصُومُ النَّهَارَ وَيَقُومُ اللَّيْلَ، ثُمَّ إنَّهُ كَفَرَ بِاللهِ الْعَظِيمِ فِي سَبَبِ امْرَأَةٍ عَشِقَهَا، وَتَرَكَ مَا كَانَ عَلَيْهِ مِنْ عِبَادَةِ اللهِ عز وجل، ثُمَّ اسْتَدْرَكَهُ اللهُ بِبَعْضِ مَا كَانَ مِنْهُ فَتَابَ عَلَيْهِ. وَيْحَكَ يَا عَكَّافُ! تَزَوَّجْ، وَإلاَّ فَأَنْتَ مِنَ الْمُذَبْذَبِينَ). قَالَ: زَوِّجْنِي يَا رَسُولَ اللهِ! قَالَ: (قَدْ زَوَّجْتُكَ كَرِيمَةَ بِنْتَ كُلْثُومٍ الْحِمْيَرِيِّ).

[حم21450]

˜ إسناده ضعيف.

9114 - ▫ وفي رواية: قَالَتْ: دَخَلَتْ عَلَيَّ خُوَيْلَةُ بِنْتُ حَكِيمِ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ حَارِثَةَ بْنِ الأَوْقَصِ السُّلَمِيَّةُ وَكَانَتْ عِنْدَ عُثْمَانَ بْنِ مَظْعُونٍ، قَالَتْ: فَرَأَىٰ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بَذَاذَةَ هَيْئَتِهَا، فَقَالَ لِي: (يَا عَائِشَةُ! مَا أَبَذَّ هَيْئَةَ خُوَيْلَةَ)؟ قَالَتْ: فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ! امْرَأَةٌ لاَ زَوْجَ لَهَا، يَصُومُ النَّهَارَ، وَيَقُومُ اللَّيْلَ، فَهِيَ كَمَنْ لاَ زَوْجَ لَهَا، فَتَرَكَتْ نَفْسَهَا وَأَضَاعَتْهَا. قَالَتْ: فَبَعَثَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إلَىٰ عُثْمَانَ بْنِ مَظْعُونٍ فَجَاءَهُ فَقَالَ: (يَا عُثْمَانُ! أَرَغْبَةً عَنْ سُنَّتِي)؟ قَالَ: فَقَالَ: لاَ، وَاللهِ يَا رَسُولَ اللهِ! وَلَكِنْ سُنَّتَكَ أَطْلُبُ. قَالَ: (فَإنِّي أَنَامُ وَأُصَلِّي، وَأَصُومُ وَأُفْطِرُ، وَأَنْكِحُ النِّسَاءَ، فَاتَّقِ اللهَ يَا عُثْمَانُ! فَإنَّ لِأَهْلِكَ عَلَيْكَ حَقّاً، وَإنَّ لِضَيْفِكَ عَلَيْكَ حَقّاً، وَإنَّ لِنَفْسِكَ عَلَيْكَ حَقّاً، فَصُمْ وَأَفْطِرْ، وَصَلِّ وَنَمْ).

[حم26308]

˜ إسناده حسن.