3470 -
(د) عَنْ أَبِي عُمَيْرِ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ عُمُومَةٍ لَهُ مِنَ الأَنْصَارِ، قَالَ: اهْتَمَّ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم لِلصَّلاَةِ، كَيْفَ يَجْمَعُ النَّاسَ لَهَا، فَقِيلَ لَهُ: انْصِبْ رَايَةً عِنْدَ حُضُورِ الصَّلاَةِ، فَإِذَا رَأَوْهَا آذَنَ بَعْضُهُمْ بَعْضاً، فَلَمْ يُعْجِبْهُ ذَلِكَ، قَالَ فَذُكِرَ لَهُ القُنْعُ - يَعْنِي: الشَّبُّورَ
[1]
. وَقَالَ زِيَادٌ: شَبُّورُ اليَهُودِ - فَلَمْ يُعْجِبْهُ ذَلِكَ، وَقَالَ: (هُوَ مِنْ أَمْرِ اليَهُودِ)، قَالَ: فَذُكِرَ لَهُ النَّاقُوسُ، فَقَالَ: (هُوَ مِنْ أَمْرِ النَّصَارَىٰ).
فَانْصَرَفَ عَبْدُ الله بْنُ زَيْدِ بْنِ عَبْدِ رَبِّهِ، وَهُوَ مُهْتَمٌّ لِهَمِّ رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم، فَأُرِيَ الأَذَانَ فِي مَنَامِهِ، قَالَ: فَغَدَا عَلَىٰ رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم فَأَخْبَرَهُ، فَقَالَ لَهُ: يَا رَسُولَ الله! إِنِّي لَبَيْنَ نَائِمٍ وَيَقْظَانَ، إِذْ أَتَانِي آتٍ فَأَرَانِي الأَذَانَ، قَالَ: وَكَانَ عُمَرُ بْنُ الخَطَّابِ رضي الله عنه قَدْ رَآهُ قَبْلَ ذَلِكَ فَكَتَمَهُ عِشْرِينَ يَوْماً، قَالَ: ثُمَّ أَخْبَرَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ لَهُ: (مَا مَنَعَكَ أَنْ تُخْبِرَنِي)؟ فَقَالَ: سَبَقَنِي عَبْدُ الله بْنُ زَيْدٍ فَاسْتَحْيَيْتُ، فَقَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: (يَا بِلاَلُ! قُمْ فَانْظُرْ مَا يَأْمُرُكَ بِهِ عَبْدُ الله بْنُ زَيْدٍ، فَافْعَلْهُ)، قَالَ: فَأَذَّنَ بِلاَلٌ.
قَالَ أَبُو بِشْرٍ: فَأَخْبَرَنِي أَبُو عُمَيْرٍ: أَنَّ الأَنْصَارَ تَزْعُمُ أَنَّ عَبْدَ الله بْنَ زَيْدٍ لَوْلاَ أَنَّهُ كَانَ يَوْمَئِذٍ مَرِيضاً لَجَعَلَهُ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم مُؤَذِّناً.
[د498]
صحيح.