1 - باب: بدء الأذان

رقم الحديث: 3475

3475 - (حم) عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ قَالَ: أُحِيلَتِ الصَّلاَةُ ثَلاَثَةَ أَحْوَالٍ، وَأُحِيلَ الصِّيَامُ ثَلاَثَةَ أَحْوَالٍ، فَأَمَّا أَحْوَالُ الصَّلاَةِ، فَإِنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَدِمَ المَدِينَةَ، وَهُوَ يُصَلِّي سَبْعَةَ عَشَرَ شَهْراً إِلَىٰ بَيْتِ المَقْدِسِ، ثُمَّ إِنَّ الله أَنْزَلَ عَلَيْهِ: {قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ} [البقرة:144] قَالَ: فَوَجَّهَهُ الله إِلَىٰ مَكَّةَ، قَالَ: فَهَذَا حَوْلٌ.
قَالَ: وَكَانُوا يَجْتَمِعُونَ لِلصَّلاَةِ، وَيُؤْذِنُ بِهَا بَعْضُهُمْ بَعْضاً حَتَّىٰ نَقَسُوا أَوْ كَادُوا يَنْقُسُونَ
[1]
قَالَ: ثُمَّ إِنَّ رَجُلاً مِنَ الأَنْصَارِ يُقَالُ لَهُ عَبْدُ الله بْنُ زَيْدٍ، أَتَىٰ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: يَا رَسُولَ الله! إِنِّي رَأَيْتُ فِيمَا يَرَىٰ النَّائِمُ، وَلَوْ قُلْتُ: إِنِّي لَمْ أَكُنْ نَائِماً لَصَدَقْتُ، إِنِّي بَيْنَا أَنَا بَيْنَ النَّائِمِ وَاليَقْظَانِ، إِذْ رَأَيْتُ شَخْصاً عَلَيْهِ ثَوْبَانِ أَخْضَرَانِ، فَاسْتَقْبَلَ القِبْلَةَ فَقَالَ: الله أَكْبَرُ الله أَكْبَرُ. أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ الله، أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ الله، مَثْنَىٰ مَثْنَىٰ، حَتَّىٰ فَرَغَ مِنَ الأَذَانِ، ثُمَّ أَمْهَلَ سَاعَةً قَالَ، ثُمَّ قَالَ: مِثْلَ الَّذِي قَالَ، غَيْرَ أَنَّهُ يَزِيدُ فِي ذَلِكَ: قَدْ قَامَتِ الصَّلاَةُ، قَدْ قَامَتِ الصَّلاَةُ، فَقَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: (عَلِّمْهَا بِلاَلاً، فَلْيُؤَذِّنْ بِهَا). فَكَانَ بِلاَلٌ أَوَّلَ مَنْ أَذَّنَ بِهَا. قَالَ: وَجَاءَ عُمَرُ بْنُ الخَطَّابِ فَقَالَ: يَا رَسُولَ الله! إِنَّهُ قَدْ طَافَ بِي مِثْلُ الَّذِي أَطَافَ بِهِ، غَيْرَ أَنَّهُ سَبَقَنِي، فَهَذَانِ حَوْلاَنِ.
قَالَ: وَكَانُوا يَأْتُونَ الصَّلاَةَ وَقَدْ سَبَقَهُمْ بِبَعْضِهَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: فَكَانَ الرَّجُلُ يُشِيرُ إِلَىٰ الرَّجُلِ إِنْ جَاءَ: كَمْ صَلَّىٰ؟ فَيَقُولُ: وَاحِدَةً أَوْ اثْنَتَيْنِ، فَيُصَلِّيهَا، ثُمَّ يَدْخُلُ مَعَ القَوْمِ فِي صَلاَتِهِمْ، قَالَ: فَجَاءَ مُعَاذٌ فَقَالَ: لاَ أَجِدُهُ عَلَىٰ حَالٍ أَبَداً إِلاَّ كُنْتُ عَلَيْهَا، ثُمَّ قَضَيْتُ مَا سَبَقَنِي، قَالَ: فَجَاءَ وَقَدْ سَبَقَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِبَعْضِهَا، قَالَ: فَثَبَتَ مَعَهُ، فَلَمَّا قَضَىٰ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم صَلاَتَهُ، قَامَ فَقَضَىٰ، فَقَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: (إِنَّهُ قَدْ سَنَّ لَكُمْ مُعَاذٌ، فَهَكَذَا فَاصْنَعُوا)، فَهَذِهِ ثَلاَثَةُ أَحْوَالٍ.
وَأَمَّا أَحْوَالُ الصِّيَامِ، فَإِنَّ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم قَدِمَ المَدِينَةَ، فَجَعَلَ يَصُومُ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ - وَقَالَ يَزِيدُ: فَصَامَ تِسْعَةَ عَشَرَ شَهْراً مِنْ رَبِيعِ الأَوَّلِ إِلَىٰ رَمَضَانَ، مِنْ كُلِّ شَهْرٍ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ -، وَصَامَ يَوْمَ عَاشُورَاءَ، ثُمَّ إِنَّ الله عز وجل فَرَضَ عَلَيْهِ الصِّيَامَ، فَأَنْزَلَ الله عز وجل: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ}، إِلَىٰ هَذِهِ الآيَةِ: {وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ} [البقرة:183، 184].
قَالَ: فَكَانَ مَنْ شَاءَ صَامَ، وَمَنْ شَاءَ أَطْعَمَ مِسْكِيناً، فَأَجْزَأَ ذَلِكَ عَنْهُ، قَالَ: ثُمَّ إِنَّ الله عز وجل أَنْزَلَ الآيَةَ الأُخْرَىٰ: {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ}، إِلَىٰ قَوْلِهِ: {فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ} [البقرة:185]، قَالَ: فَأَثْبَتَ الله صِيَامَهُ عَلَىٰ المُقِيمِ الصَّحِيحِ، وَرَخَّصَ فِيهِ لِلْمَرِيضِ وَالمُسَافِرِ، وَثَبَّتَ الإِطْعَامَ لِلْكَبِيرِ الَّذِي لاَ يَسْتَطِيعُ الصِّيَامَ، فَهَذَانِ حَوْلاَنِ.
قَالَ: وَكَانُوا يَأْكُلُونَ وَيَشْرَبُونَ وَيَأْتُونَ النِّسَاءَ مَا لَمْ يَنَامُوا، فَإِذَا نَامُوا امْتَنَعُوا، قَالَ: ثُمَّ إِنَّ رَجُلاً مِنَ الأَنْصَارِ يُقَالُ لَهُ صِرْمَةُ، ظَلَّ يَعْمَلُ صَائِماً حَتَّىٰ أَمْسَىٰ، فَجَاءَ إِلَىٰ أَهْلِهِ فَصَلَّىٰ العِشَاءَ ثُمَّ نَامَ، فَلَمْ يَأْكُلْ وَلَمْ يَشْرَبْ حَتَّىٰ أَصْبَحَ، فَأَصْبَحَ صَائِماً قَالَ: فَرَآهُ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم وَقَدْ جَهَدَ جَهْداً شَدِيداً، قَالَ: (مَا لِي أَرَاكَ قَدْ جَهَدْتَ جَهْداً شَدِيداً)؟ قَالَ: يَا رَسُولَ الله! إِنِّي عَمِلْتُ أَمْسِ، فَجِئْتُ حِينَ جِئْتُ، فَألقَيْتُ نَفْسِي فَنِمْتُ، وَأَصْبَحْتُ حِينَ أَصْبَحْتُ صَائِماً.
قَالَ: وَكَانَ عُمَرُ قَدْ أَصَابَ مِنَ النِّسَاءِ مِنْ جَارِيَةٍ أَوْ مِنْ حُرَّةٍ بَعْدَ مَا نَامَ، وَأَتَىٰ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَذَكَرَ ذَلِكَ لَهُ، فَأَنْزَلَ الله عز وجل: {أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُمْ}، إِلَىٰ قَوْلِهِ: {ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ} [البقرة:187]. وَقَالَ يَزِيدُ: فَصَامَ تِسْعَةَ عَشَرَ شَهْراً مِنْ رَبِيعِ الأَوَّلِ إِلَىٰ رَمَضَانَ.

[حم22123، 22124]

˜ رجاله ثقات.